مراقبون يكشفون دلالات تبادل الوفود بين الرياض وصنعاء

مراقبون يكشفون دلالات تبادل الوفود بين الرياض وصنعاء

يمن دايز - خاص

في تحرك هو الأول من نوعه وصل وفد حكومي سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء لأول مرة منذ سنوات، بالتزامن مع وصول وفد من حكومة صنعاء إلى السعودية، ويأتي ذلك مع خطوات وتحركات دولية متسارعة لتمديد الهدنة في اليمن، والتي تتمسك فيه صنعاء بشروطها 

وصول الوفد السعودي والوفد االحكومي من صنعاء يكشف عن بوادر حلول تلوح في الأفق على الرغم من تعثر المفاوضات.  

وأعلنت مصادر سياسية عن وصول الوفدين في أول زيارة رسمية متبادلة بين الطرفين منذ اعلان السعودية الحرب على اليمن في 26 مارس 2015 . 

تبادل الأسرى 
وغرد رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لحكومة صنعاء في تغريدة له أن وصول الوفدين بين صنعاء والرياض يأتي ضمن اتفاق عمّان لتبادل الأسرى. 

وقال المرتضى في تغريدته أن ذلك يأتي  ضمن آلية التحقق من الكشوفات للمرحلة الاولى للافراج عن الاسرى والذي تم التوافق عليه في جولة ( عمٌان ) الأخيرة  .

وأضاف أن عمل الوفدين : التحقق من الاسماء ومطابقتها على الواقع .

المرتضى أشار في تغريدته بقوله "لا علاقة للموضوع باي نقاش او حوار سياسي آخر."

دلالات سياسية 

ويحمل وصول وتبادل الوفدين بين صنعاء والرياض دلالات سياسية وهو ما يراه مراقبون بأن له ارتباط كبير بالمتغيرات الدولية والاقليمية في المنطقة. 

بدأت منذ إعلان الدول المصدرة للنفط "أوبك + " تخفيض انتاجها من النفط الخام، الخطوة التي تنظر إليها الولايات المتحدة بأنها دعم سعودي لروسيا في حربها على أوكرانيا.

ودعمت السعودية حلفائها على الأرض منذ اعلانها تشكيل التحالف العربي في مارس 2015 في سبيل إعادة "الرئيس عبدربه منصور هادي" إلى صنعاء وهو ما فشلت فيه خلال السنوات الماضية. 

واتجهت السعودية منذ إبريل الماضي لعزل الرئيس "هادي" ونائبه "علي محسن الاحمر" وشكلت ما يسمى بـ"المجلس الرئاسي" الذي يترأسه رشاد العليمي. 

في 2 أكتوبر الماضي، انتهت الهدنة بين صنعاء والرياض بعد ستة أشهر من إعلانها برعاية المبعوث الاممي إلى اليمن "هانس جروندبرج" . 

رفضت حكومة صنعاء خلال الفترة الماضية تمديد الهدنة واضعة شروط بينها صرف مرتبات موظفي القطاع المدني والعسكري، و فتح ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء . 

اعلان الاتفاق 

وزير الخارجية الأسبق أبوبكر القربي علق في تغريدة له بقوله : تبادل الزيارات في هذه الأثناء بين التحالف وأنصار الله إلى كل من صنعاء و أبها لبحث ملفات مكملة لاتفاقية الهدنة دليل على أن الطرفين قد تجاوزا الكثير من نقاط الخلاف التي تهمهما ووضعا اسس الحل والضمانات ولم يبق لنا الا انتظار اسلوب اعلان الاتفاق."

صنعاء تمتلك مفاتيح الحلول 

من جانبه علق الصحفي الاردني وحيد طوالبة بقوله " بغض النظر عن وصف الوفد الذي وصل إلى صنعاء بأنه لمراجعة اسماء أسرى التحالف." مؤكداً أن مطار صنعاء بات وجهة للطيران السعودي المدني وليس العسكري .
وشدد بأن "صنعاء هي صاحبة الحل والربط وهي من تمتلك مفاتيح الحلول .." مستطرداً بقوله "قادمون يا صنعاء نريد اسرانا وما احلى مسرى صنعاء والحج اليها ."

اول اعتراف 

من جانب أخر يرى مراقبون أن خطوة تبادل وفدين بين الرياض وصنعاء خطوة سياسية مهمة وكبيرة ترتبط بشكل كبير بالسباق بين السعودية وأمريكا قد تكون مقدمة لإنهاء الحرب في اليمن."

وأضافوا أن  قرار السعودية بخفض انتاج النفط خلال مؤتمر اوبك + الاربعاء الماضي ألقى بظلاله بشكل كبير لتسريع التقارب بين صنعاء والرياض. 

وعن دلالات هذه الخطوة يقول مراقبون أن هذه الخطوة تعد أول اعتراف رسمي وحكومي من السعودية بحكومة الانقاذ في صنعاء بعد سنوات من الحرب والدعم للفصائل المسلحة الموالية لها" 

مؤكدين  أن "هناك مخاوف في الرياض من عودة الهجمات على المنشآت النفطية السعودية والتي نفذتها جماعة أنصار الله خلال السنوات الماضية في الحرب، وأيضا التهديدات التي اطلقتها صنعاء لم تكن سوى تحذيرات يمكن ترجمتها على أرض الواقع ."